الهندسة النفسية
الهندسة النفسية هي المصطلح العربي الإقتراح لما يطلق عليه بالغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP . والترجمة الحرفية لتلك العبارة هي ( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي . كلمة Neuro تعني عصبي أي مرتبط بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو مرتبط باللغة ، وProgramming تعني برمجة . أما الجهاز العصبي هو الذي يسيطر على وظائف الجسد وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور . واللغة هي أداة التداول مع الآخرين . أما البرمجة فهي أسلوب تشكيل صورة العالم الخارجي في عقل الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان.
عندما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر حديث ، يتضمن على الأجزاء المعلوم إضافة إلى ذلك نسق التشغيل . ولكن بعدما نستعمله لمدة من الدهر (سنه أو سنتين مثلا) سوف تكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير هذا ، تتغاير عما في الجهاز آخر . ايضا الإنسان يولد على الفطرة وأبوه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فالإنسان يكتسب من والديه( وعائلته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وأسلوب تفكيره . كل هذا من خلال حواسه ، و من خلال اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة . تذهب جميع تلك البيانات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة للعلام عن طريق هذا . ولا يكون يملك الا هذا العالم الذي تشكل في عقله , بغض البصر عما ينتج ذلك في العالم الخارجي . ومن جهة أخرى فانه اذا تبدل ما في عقله , فان العالم فيما يتعلق له سيتغير , بغض البصر عما يحصل في العالم الخارجي . وهكذا فان الانسان اذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بفعل ما , أو اعتقد بأنه لا يستطيع إن يقوم به , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين .
مادا يقصد هذا ؟ إن لك يقصد أن الإنسان يمكنه تحويل العالم من خلال تبدل ما في عقله !! ولكن كيف يستطيع تبدل ما في عقله ؟ ذلك ما تجيب عنه الهندسة النفسية . وقد بيّن الداعِي في تسميتها بذلك الاسم ، لأن الهندسة تحتوي عملية التصميم ، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة . فالهندسة النفسية تتناول تصميم التصرف ، والتفكير ، والشعور . وايضاً تصميم الغايات ، للشخص أو العائلة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى تلك الغايات .
تاريخ الهندسة النفسية
في منتصف السبعينات وضع العالمان الأمريكيان الدكتور جون غر ندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات أصل البرمجة اللغوية للذهن . وربما بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آ خرون ، منهم عالم اللغويات المشهور نعوم تشكومسكي Noam Chomsky ، والعالم البولندي المميز كورزيبسكي Aifrd Korzybsky ، والمفكر الإنجلزي غريغوري باتيسون Gregory Batison ، والخبير السيكولوجي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir ، ورائد المدرسة السلوكية العالم الألماني الدكتور فرتز بيرلز Fritz Perls ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين تحت عنوان The Structure of Magic وخطا ذلك العالم خطوات هائلة في الثمانينات ، وتشعّبت وتوسعت مراكزه ، وتوسعت معاهد التمرين عليه في الولايات المتحدة الامريكية الأمريكية ، كما افتتحت مراكز له في بريطانيا وبعض البلدان الأوربية الأخرى . ولا نجد هذا النهار بلدا من بلدان العالم الصناعي سوى وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لتلك التكنولوجيا الحديثة .
تطبيقات الهندسة النفسية
ومن جهة أخرى امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن الأمر الذي يرتبط بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعاية والإعلان ، والمهارات والتمرين ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها .
ففي ميدان التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الأساليب والطرق لصعود سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي المفردات للأطفال ، وتشويق التلاميذ للدراسة والمذاكرة ، ورفع مستوى الأداء للمعلمين ، وغلاء فعالية وسائل الإيضاح ، وإنماء التمكن من الابتكار ، وشحذ التمكن من التفكير ، وترقية التصرف ، وترك الطقوس المؤذية ، وكسب الطقوس الحميدة .
وفي ميدان الصحة النفسية والجسدية تستخدم أساليب الهندسة النفسية ووسائلها لعلاج حالات الكآبة ، والتوتر السيكولوجي ، وإزالة الرهاب والوهم ( فوبيا) ، وتخفيف الوجع ، والتحكم في تناول الغذاء ، وازدياد الثقة بالنفس ، وحل المشاكل الشخصية ، والعائلية ، والعاطفية،وغير هذا.
وفي ميدان التجارة والأعمال ، أخذت المؤسسات الدولية الهائلة مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank ، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها ، تعتمد أساليب التمرين التي توفرها الهندسة النفسية ، وخصوصا بخصوص بالمهارات اللطيفة Soft Skills وهي مهارات الأداء الإنساني في التداول مع الاخرين وتحديد المقاصد ، وإدارة المؤتمرات ، والتفاوض ، وإدارة الوقت ، والتخطيط الإستراتيجي ، والإبداع ، وتحفيز المستوظفين ، وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بإدارة الممارسات والمؤسسات . وربما قامت مؤسسة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التمرين في المهارات اللطيفة يرجع على المؤسسة بحجم 30 دولار . وتقول الدكتورة جيني لابورد ، إحدى خبيرات التمرين على المهارات اللطيفة ، بأن العائد على الشركات هو زيادة عن 30 دولارا مؤتمر كل دولار ينفق على التمرين في ذلك الميدان .
الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات يمكننا بها التعرف على شخصية الإنسان ، وأسلوب تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في سبيل إبداعه ، وأدائه . وأيضا تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها فاعليات التحويل المطلوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، ومقدرته على تقصي أهدافه .
مبادئ الهندسة النفسية
تستند الهندسة النفسية على جملة من المبادئ أو الافتراضات Presuppositions أهمها :
(إن الله لا يبدل ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ):.
وربما وضع ذلك المبدأ العالم البولندي المتميز كورزيبسكي . ويعني به أن صورة العالم في عقل الإنسان هي ليست العالم . فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من البيانات التي تبلغ إلى أذهاننا من خلال الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في تلك البيانات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . ولكن تلك الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . كما أن تلك الخارطة تتغاير من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه سوى إذا حصل تبدل في الخارطة التي في عقله . ولكن إذا حصل تحول في الخارطة ( في عقل الإنسان ) ، مهما ذلك يبدل ، فإن العلم يكون قد تحول . واستنادا إلى ذلك المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يبدل العالم من خلال تحويل الخارطة ، أي تحويل مافي عقله (إن الله لا يبدل ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد اية 11
موضوعات الهندسة النفسية :
تتناول الهندسة النفسية عددا من الأمور يمكن تلخيصها فيما يأتي :
محتوى الوعي لدى الإنسان وحدود المدركات : المقر ، الدهر ، والأشياء ، والواقع ( كما نفهمه ) . الأغراض والأهداف المستقرة في أعماق النفس . التواصل والتفاهم مع الآخرين . انسجام الإنسان مع ذاته ومع الآخرين . كيف يمكن وعي معنى ( الزمان ) .
الوضعية الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها . دور الحواس في تشكيل الوضعية الذهنية .أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع .
رابطة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف أسلوب تفكير الآخرين . رابطة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير .
كيف يتم تقصي الألفة بين شخصين . ودور الألفة في النفوذ في الآخرين .
كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه . ارتباط هذا بقدرات الإنسان وسلوكه . وكيفية تحويل المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه .
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تخطى هذه الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات .
كيف يمكن استعمال اللغة في الوصول إلى الذهن الباطن ( أو اللاشعور ) . وكيف يمكن تحويل المعاني والمفاهيم .
دواء الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي . التحكم بالطقوس وتغييرها .
إنماء المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني .
سيجد الممارس لذلك العلم ان للنجاح أركانا ثلاثة هي :
تحديد المقصد ( النتيجة )
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع البيانات )
التأهب للتغيير ( الإنصياع )
ولكل واحد من تلك الزوايا تفسير وتفصيل ، وأساليب وطرق ، فإذا أخذت بتلك الزوايا الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تقصي أمرين اثنين :
التحويل والتأثير .
تحويل أفكارك وسلوكك ، أو أفكار الآخرين وسلوكهم ، . تقصي الانسجام الداخلي ، تقصي الألفة ، تفيير التصرف والطقوس ، الدواء لحالات الرهاب والوهم تخفيف الوجع إنماء المهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني حل المشكلات الشخصية والعائلية .
أما النفوذ في الآخرين ، ففي ميادين عديدة أهمها :
اللقاءات والاجتماعات ، التفاوض ، البيع والتجارة والاعمال ، الإعلانات والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الدعوة والارشاد .
إن الهندسة النفسية معرفة يستند على التجربة والاختيار ، ويؤدي إلى عواقب ملموسة محسوسة. الهندسة النفسية تنظر الى قضية التوفيق والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة . هذا أن احدى نُظم الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ لكن هو حصيلة , وليست هناك صدفة لكن هناك عوامل ومسببات .
والى مؤتمر في الدرس الثاني .....
كمية المهندس عارف محمد سمان
بإجراء من كتاب آفاق حديثة بدون حواجز .
الهندسة النفسية هي المصطلح العربي الإقتراح لما يطلق عليه بالغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP . والترجمة الحرفية لتلك العبارة هي ( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي . كلمة Neuro تعني عصبي أي مرتبط بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو مرتبط باللغة ، وProgramming تعني برمجة . أما الجهاز العصبي هو الذي يسيطر على وظائف الجسد وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور . واللغة هي أداة التداول مع الآخرين . أما البرمجة فهي أسلوب تشكيل صورة العالم الخارجي في عقل الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان.
عندما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر حديث ، يتضمن على الأجزاء المعلوم إضافة إلى ذلك نسق التشغيل . ولكن بعدما نستعمله لمدة من الدهر (سنه أو سنتين مثلا) سوف تكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير هذا ، تتغاير عما في الجهاز آخر . ايضا الإنسان يولد على الفطرة وأبوه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فالإنسان يكتسب من والديه( وعائلته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وأسلوب تفكيره . كل هذا من خلال حواسه ، و من خلال اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة . تذهب جميع تلك البيانات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة للعلام عن طريق هذا . ولا يكون يملك الا هذا العالم الذي تشكل في عقله , بغض البصر عما ينتج ذلك في العالم الخارجي . ومن جهة أخرى فانه اذا تبدل ما في عقله , فان العالم فيما يتعلق له سيتغير , بغض البصر عما يحصل في العالم الخارجي . وهكذا فان الانسان اذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بفعل ما , أو اعتقد بأنه لا يستطيع إن يقوم به , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين .
مادا يقصد هذا ؟ إن لك يقصد أن الإنسان يمكنه تحويل العالم من خلال تبدل ما في عقله !! ولكن كيف يستطيع تبدل ما في عقله ؟ ذلك ما تجيب عنه الهندسة النفسية . وقد بيّن الداعِي في تسميتها بذلك الاسم ، لأن الهندسة تحتوي عملية التصميم ، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة . فالهندسة النفسية تتناول تصميم التصرف ، والتفكير ، والشعور . وايضاً تصميم الغايات ، للشخص أو العائلة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى تلك الغايات .
تاريخ الهندسة النفسية
في منتصف السبعينات وضع العالمان الأمريكيان الدكتور جون غر ندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات أصل البرمجة اللغوية للذهن . وربما بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آ خرون ، منهم عالم اللغويات المشهور نعوم تشكومسكي Noam Chomsky ، والعالم البولندي المميز كورزيبسكي Aifrd Korzybsky ، والمفكر الإنجلزي غريغوري باتيسون Gregory Batison ، والخبير السيكولوجي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir ، ورائد المدرسة السلوكية العالم الألماني الدكتور فرتز بيرلز Fritz Perls ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين تحت عنوان The Structure of Magic وخطا ذلك العالم خطوات هائلة في الثمانينات ، وتشعّبت وتوسعت مراكزه ، وتوسعت معاهد التمرين عليه في الولايات المتحدة الامريكية الأمريكية ، كما افتتحت مراكز له في بريطانيا وبعض البلدان الأوربية الأخرى . ولا نجد هذا النهار بلدا من بلدان العالم الصناعي سوى وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لتلك التكنولوجيا الحديثة .
تطبيقات الهندسة النفسية
ومن جهة أخرى امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن الأمر الذي يرتبط بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعاية والإعلان ، والمهارات والتمرين ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها .
ففي ميدان التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الأساليب والطرق لصعود سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي المفردات للأطفال ، وتشويق التلاميذ للدراسة والمذاكرة ، ورفع مستوى الأداء للمعلمين ، وغلاء فعالية وسائل الإيضاح ، وإنماء التمكن من الابتكار ، وشحذ التمكن من التفكير ، وترقية التصرف ، وترك الطقوس المؤذية ، وكسب الطقوس الحميدة .
وفي ميدان الصحة النفسية والجسدية تستخدم أساليب الهندسة النفسية ووسائلها لعلاج حالات الكآبة ، والتوتر السيكولوجي ، وإزالة الرهاب والوهم ( فوبيا) ، وتخفيف الوجع ، والتحكم في تناول الغذاء ، وازدياد الثقة بالنفس ، وحل المشاكل الشخصية ، والعائلية ، والعاطفية،وغير هذا.
وفي ميدان التجارة والأعمال ، أخذت المؤسسات الدولية الهائلة مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank ، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها ، تعتمد أساليب التمرين التي توفرها الهندسة النفسية ، وخصوصا بخصوص بالمهارات اللطيفة Soft Skills وهي مهارات الأداء الإنساني في التداول مع الاخرين وتحديد المقاصد ، وإدارة المؤتمرات ، والتفاوض ، وإدارة الوقت ، والتخطيط الإستراتيجي ، والإبداع ، وتحفيز المستوظفين ، وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بإدارة الممارسات والمؤسسات . وربما قامت مؤسسة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التمرين في المهارات اللطيفة يرجع على المؤسسة بحجم 30 دولار . وتقول الدكتورة جيني لابورد ، إحدى خبيرات التمرين على المهارات اللطيفة ، بأن العائد على الشركات هو زيادة عن 30 دولارا مؤتمر كل دولار ينفق على التمرين في ذلك الميدان .
الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات يمكننا بها التعرف على شخصية الإنسان ، وأسلوب تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في سبيل إبداعه ، وأدائه . وأيضا تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها فاعليات التحويل المطلوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، ومقدرته على تقصي أهدافه .
مبادئ الهندسة النفسية
تستند الهندسة النفسية على جملة من المبادئ أو الافتراضات Presuppositions أهمها :
(إن الله لا يبدل ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ):.
وربما وضع ذلك المبدأ العالم البولندي المتميز كورزيبسكي . ويعني به أن صورة العالم في عقل الإنسان هي ليست العالم . فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من البيانات التي تبلغ إلى أذهاننا من خلال الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في تلك البيانات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . ولكن تلك الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . كما أن تلك الخارطة تتغاير من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه سوى إذا حصل تبدل في الخارطة التي في عقله . ولكن إذا حصل تحول في الخارطة ( في عقل الإنسان ) ، مهما ذلك يبدل ، فإن العلم يكون قد تحول . واستنادا إلى ذلك المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يبدل العالم من خلال تحويل الخارطة ، أي تحويل مافي عقله (إن الله لا يبدل ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد اية 11
موضوعات الهندسة النفسية :
تتناول الهندسة النفسية عددا من الأمور يمكن تلخيصها فيما يأتي :
محتوى الوعي لدى الإنسان وحدود المدركات : المقر ، الدهر ، والأشياء ، والواقع ( كما نفهمه ) . الأغراض والأهداف المستقرة في أعماق النفس . التواصل والتفاهم مع الآخرين . انسجام الإنسان مع ذاته ومع الآخرين . كيف يمكن وعي معنى ( الزمان ) .
الوضعية الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها . دور الحواس في تشكيل الوضعية الذهنية .أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع .
رابطة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف أسلوب تفكير الآخرين . رابطة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير .
كيف يتم تقصي الألفة بين شخصين . ودور الألفة في النفوذ في الآخرين .
كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه . ارتباط هذا بقدرات الإنسان وسلوكه . وكيفية تحويل المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه .
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تخطى هذه الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات .
كيف يمكن استعمال اللغة في الوصول إلى الذهن الباطن ( أو اللاشعور ) . وكيف يمكن تحويل المعاني والمفاهيم .
دواء الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي . التحكم بالطقوس وتغييرها .
إنماء المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني .
سيجد الممارس لذلك العلم ان للنجاح أركانا ثلاثة هي :
تحديد المقصد ( النتيجة )
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع البيانات )
التأهب للتغيير ( الإنصياع )
ولكل واحد من تلك الزوايا تفسير وتفصيل ، وأساليب وطرق ، فإذا أخذت بتلك الزوايا الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تقصي أمرين اثنين :
التحويل والتأثير .
تحويل أفكارك وسلوكك ، أو أفكار الآخرين وسلوكهم ، . تقصي الانسجام الداخلي ، تقصي الألفة ، تفيير التصرف والطقوس ، الدواء لحالات الرهاب والوهم تخفيف الوجع إنماء المهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني حل المشكلات الشخصية والعائلية .
أما النفوذ في الآخرين ، ففي ميادين عديدة أهمها :
اللقاءات والاجتماعات ، التفاوض ، البيع والتجارة والاعمال ، الإعلانات والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الدعوة والارشاد .
إن الهندسة النفسية معرفة يستند على التجربة والاختيار ، ويؤدي إلى عواقب ملموسة محسوسة. الهندسة النفسية تنظر الى قضية التوفيق والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة . هذا أن احدى نُظم الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ لكن هو حصيلة , وليست هناك صدفة لكن هناك عوامل ومسببات .
والى مؤتمر في الدرس الثاني .....
كمية المهندس عارف محمد سمان
بإجراء من كتاب آفاق حديثة بدون حواجز .
تعليقات
إرسال تعليق