إمتيازات نكاح ذوي القرابة

إمتيازات نكاح ذوي القرابة

يعد التزاوج من الموضوعات الفطرية للإنسان منذ مطلع الخليقة وربما دام التزاوج مصحوبا دوما بالمحبة أو المصلحة المترتبة
عليه .
وسنسلط في ذلك الموضوع الضوء على نكاح ذوي القرابة
يعد نكاح ذوي القرابة من الزيجات السائدة في المجتمعات الشرقية والعربية والإسلامية وفي دراسة ميدانية أخرى في ذلك الموضوع في جمهورية مصر العربية سنة 1983 تبين أن نكاح ذوي القرابة يشكل 38,96 % من حالات التزاوج . في حين في دول مثل لبنان وسوريا وفلسطين فإن الغالب هو نكاح ذوي القرابة .
وربما استمر نكاح ذوي القرابة محط البصر من الناحية الوراثية سوى أنه وبعد فرصة عمل التحليل الوراثي إنتفت هذه الإشكالية
المترتبة على الأمراض الوراثية والتي لا تكون حالتها عظيمة كما تصوره القلة ... ففي فلسطين أغلب الزيجات
تكون من ذوي القرابة وأيضاً في الشام السورية والأردن .
لكن في المجتمعات الغربية وخصوصا السويد وبولندا وبلجيكا بدأت زيجات ذوي القرابة في التنامي لأسباب رومانسية وفكرية سنوضحها في ذلك النص.
كما يقول عالمين أمركيين أن حظر نكاح ذوي القرابة يعد باليا حيث يشاهد الباحثان الخطأ في حظر نكاح ذوي القرابة
حيث أنه لا يكون الحظر سببه حقيقيا في أغلب الأوضاع لكن إن الأمراض الوراثية قد تنجم حتى في نكاح غير ذوي القرابة كذلك وبنسب تقترب من نسب نكاح ذوي القرابة ( راجع ناشر الخبر )
وبالفعل فمع البصر إلى الفحوص استقر بأن النسب المرضية تنعدم بعد التحليل الوراثي الإيجابي لكن وفي ذلك الحين لا تتوفر
حتى مع التحليل السلبي !!! حيث أن الحصيلة السلبية ليست مخيفة كما يظن القلة أو يهول من شأنها .
ففي إيطاليا يعمد أهل في جنوب إيطاليا إلى نكاح ذوي القرابة ويرون فيه أنه صحي حيث يكون الأطفال فيه مكتسبون لصفة الشدة من قوة الوالدين ... وعدم حضور أمراض وراثية في الأسرة يجعل بعض الصفات الإيجابية أكثر عرضة للتوفر مثل
الذكاء.. أو سرعة البديهة أو البنية الجسمية الجيدة مثل الجمع بين التوسط الطولي مع الطول أو الطول القصير مع الطول الأضخم وبالتالي ...
فإذا كان بالأسرة أسباب وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الحُسن والذكاء والقوة .. أو طول السن وغيرها ، حينئذ يكون نكاح ذوي القرابة أجود من نكاح الأباعد.
يقول الدكتور محمد سعيد حوى أستاذ الشريعة بالجامعات الأردنية في سؤال ماضي :
أما نكاح ذوي القرابة، فلا يبقى إطلاقا مقال صحيح ينهى عن هذا، وجديد "غربوا الزواج" لا يصح، وربما تزوج النبي -عليه الصلاة والسلام- من ابنة عمته زينب، والآية القرآن صريحة: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك الأمر الذي أفاء الله عليك وفتيات عمك وفتيات عماتك وفتيات خالك وفتيات خالاتك..." (الأحزاب: 50)، وبينت سورة السيدات الآية 23-24 المحرمات حصرا؛ فما عدا هذا من ذوي القرابة فهو محتمل قطعا، وذلك لا يمنع أن يفضل الحد من نكاح ذوي القرابة حفظا على اتساع الصلات والمصاهرة، وخشية أن تترسخ بعض الصفات الوراثية السلبية؛ فيكون من باب التفضيل وليس من باب الحرمة.
وأحيانا قد نجد ذوي قرابة تزوجوا من بعضهم وهم في كمال الذكاء والذهن وسلامة الجسد مع الالتزام في الدين فيراعى كل شيء بحسبه، ولا عائق كذلك من أراد أن يتزوج من قريبة أن يجري فحصا طبيا ليتأكد من عدم حضور بعض الموانع الطبية .
ويقول مسعود صبري الباحث الشرعي بكلية دار العلوم :
نكاح ذوي القرابة لم يرد النهي في الشرع عنه ، ولا الشأن به ، وإنما ترك الشأن للإباحة ، حتى تدرس كل وضعية على حدتها ، فربما كان الأنسب أن يتزوج الرجل من قريبته ، فربما قد كانت هناك اعتبارات اجتماعية ترجح التزاوج مع القرابة .
أما في إيطاليا وبعض المجتمعات الغربية فقد بدأت بالإتجاه إلى نكاح ذوي القرابة أثناء الفترة الفائتة بعد تطور البحث
و التحليل العلمي الجديد ...
ومن الطرائف العلمية
أن نكاح الرجل من قريبته يضيف إلى طول المحبة بين الزوجين !!!
حيث استقر بأن الرجل يفرز هرمونات تدفعه إلى مبالغة التعلق بقريبته إن كان يحبها لكن إن المرأة تكون ساعية لحب الرجل والحفاظ عليه وعلى مشاعره وهو مالم يجد قرينه في نكاح الأباعد !!!
وهو مايدفع السيدات في أوروبا إلى السعي بالإيقاع بالأقارب في غرامهن وهذا لعلمهن المسبق بأنه لن يشاهد مثلها !!!
فبل التصرف فإن الرجل المقترن بقريبته يكون أقوى حفاظا على مشاعرها !!! وهنا يتبين المثل الذي يقول
( زوجتي هي لحمي هي دمي ) وهو ما يتمثل في فلسطين وسوريا
وينصح في حالات نكاح ذوي القرابة أن يتزوج الرجل من ذوي قرابة والدته ( أخواله - خالاته ) في حين يكون الضد نحو المرأة
وهو الميزة لزواجها من ذوي قرابة أبيها ( أعمامها - عماتها ) .
وتتعدد المزايا التي تنتج من نكاح ذوي القرابة وهي على النحو التالي

1- مبالغة وتقوية الصلات الإجتماعية وهو ما يلمح في المدن حيث تقل الروابط الإجتماعية وهنا يكمن وتكمن أفضلية نكاح ذوي القرابة حيث يكون الزوج و الزوجة سفيران للربط بين العائلات المتفككة والمتباعدة حيث يكون منزلهما
محطة للتزود بالحميمية والقرابة رابط الرحم .

2- تقوية الصفات الوراثية الإيجابة : وهذا بعد التحليل الإيجابي وحتى في التحليل السلبي فإنه وكما ذكرنا في التعليم بالمدرسة لا تستلزم حضور خطر سوى أن الأمثل هو النكاح في التحليل الإيجابي .

3- حصول المرأة على وافر من المحبة التي تكون مدتها بالفعل أطول .

4- ذوبان الفوارق بين الزوجين : حيث إن الزوجان في هذه الوضعية يكونان أكثر قربا من بعضهما القلة حيث لا يكون الزوج بخيلا أو متخوفا من قرينته من الناحية العينية وايضا الزوجة فإنها تشاهد فيه الإنسان الأكثر أمانا من غيره
ويفسر هذا كماذكرنا الدوافع التي تجعل الرجل أكثر خوفا على قرينته وأكثر تعلقا وإهتماما بها لكن تبلغ في بعض الأحيان لأن
يتعب الرجل من تعبها !!! ويسعد بسعادتها !!.

4- حصول الرجل على الإهتمام من المرأة حيث تكون المرأة أكثر إخلاصا لزوجها .
ففي دراسة بخصوص نكاح ذوي القرابة في الريف البريطاني وجد أن المرأة المتزوجة من قريبها أكثر حميمية وإحساسا بالأمان عن غيرها . وهو ما يفسر غيرة البريطانيات في المدن من سيدات الريف اللواتي يحصلن على حميمية أضخم !!!

5- وبعيدا عن الدراسات العلمية فإننا ننظر إلى النفع الروحية والدينية التي تنبع من نكاح ذوي القرابة
من صلة الرحم وتودد ذوي القرابة وكثرة الزيارات التي أشبهت بالمواسم المقتصرة على الأعياد أو الأفراح و الجنازات لاغير !!! وبدأت صلة الرحم كمفهوم شبه مندثر في مجتمعاتنا الشرقية مع مشاغل الحياة وتباعد المساكن عن بعضها القلة ... فكان ذلك النكاح هو طوق النجاة للصلاة المهددة في مجتمعاتنا المدنية ... ناهيك عن نكاح رسول الله (ص) من فتاة عمومته والذي يجعل من هذه الروابط أقوى توثقا وقوة .

تعليقات