معلومات فريدة عن الكوليسترول و نصائح لتجنب الكوليسترول

 في سنة (1823م) وبينما كان الكيميائي الفرنسي «ميشيل كيفرول» يجري تجاربه على السائل المتكدس في الحويصلة المرارية، اكتشف حضور مادة لم يلاحظها من قبل، قد كانت تلك المادة شبه دسمة ترسبت على هيئة صفائح غير ملونة لكنها براقة، وعندما سعى ذلك الكيميائي إذابة تلك المادة في الماء لم يفلح، وتحير وهو يسأل ذاته: تشاهد ما تركيب تلك المادة؟ وما نفعها للجسم؟ ولأنه كان يجهل عنها كل شيء اختار لها الاسم الذي تعرف به هذه اللحظة وهو «كولسترول»، وهي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية القديمة؛ أي: الصفراء المتجمدة.
ولعله اختار لها ذلك الاسم؛ لأنه وجدها في حويصلة مرارية رغم أننا هذه اللحظة نعرف أن مادة الكولسترول تبقى في جميع أثناء الجسد، لكن نعرف ما هو أكثر: أن جميع خلايا الجسد قادرة على صنعها.

ثم مضت سنين طويلة على ذلك الاكتشاف الذي لم يعره أحد ضرورة عظيمة حتى كان عام 1916م عندما لاحظ طبيب هولندي يدعى «دي لانجين» أن مستوى الكولسترول يصعد لدى أهالي بعض المدن عن قرينه من أهالي مدن أخرى، لكنه لاحظ ما هو أهم من هذا، فقد لاحظ أن ذلك الصعود في الكولسترول يتعلق بكثرة الإصابة بمرض الذبحة القلبية بين هؤلاء السكان، وقد كانت ملاحظات ذلك الطبيب على درجة هائلة من الضرورة، ولكن تلك الملاحظات مضت هي الأخرى دون أن تحظى بالاهتمام الضروري.

وفي سنة 1940م لاحظ طبيب أمريكي هو «إيزادور سنابر» الملاحظة ذاتها بين الصينيين؛ فقد لاحظ أن مرض تصلب الشرايين نادراً ما يصيب الصينيين، وهذا يعاود اعتمادهم على الحبوب، كالأرز والقمح في الأكل.

وبحلول عام 1948م تأكدت الرابطة بين تزايد الكولسترول في الدم والإصابة بمرض تصلب الشرايين، وبالتالي أصبحت تلك الحقيقة مقبولة لدى كل المشتغلين بالطب، وفي ذلك الحين تأكدت تلك الحقيقة بأبحاث كثيرة وملاحظات عديدة، وربما شملت تلك الأبحاث طباع الشعوب المغيرة في التغذية، ولوحظ بصفة عامة أن الدول الغربية المتقدمة التي لديها الأموال هي الأكثر في عدد الإصابات بتصلب الشرايين وأمراض الفؤاد من دول أفريقيا وآسيا التي تعتمد على أطعمة فقيرة بالدهن الحيواني.

ومما يقال أن خطورة مادة الكولسترول وعلاقتها بأمراض الفؤاد قد اكتشفتا خلال الحرب الدولية الثانية، وهذا حصيلة المآسي الاستثمارية التي تمثلت في شح اللحوم والبيض، الأمر الذي أدى إلى عواقب جيدة غير منتظر وقوعها، ففي النرويج مثلاً: أوضح أن نسبة أمراض الفؤاد انخفضت إلى «50٪» وفي هولندا قد كانت نسبة الوفيات بالفؤاد ست حالات لاغير، وفي دولة روسيا قد كانت نسبة الإصابة بالفؤاد ضئيلة للغايةً، أما بعد الحرب وبعد أن سيطر الرخاء في أوروبا فقد زادت نسبة الإصابة بأمراض الفؤاد في النرويج، كما زادت نسبة الإصابة بأمراض الفؤاد في الاتحاد الروسي.

ما الكولسترول؟

يعد الكولسترول من السيارات الهامة الداخلة في تركيب الجسد؛ إذ يبقى في أماكن متنوعة منه، بل المكان الهام لوجوده هو بلازما الدم وهو مادة طبيعية يكونها الجسد من الأطعمة الدسمة التي يحتويها الدم، إضافةً إلى الكريات ومصل الدم، ويستعمل جسد الإنسان مادة الكولسترول في تركيب غشاء الخلية وفي تكوين هرمونات الذكورة والأنوثة، وفيتامين «D» إضافةً إلى الغشاء الذي يغلف الأعصاب لحمايتها، وأيضا غشاء الكبد.

والكولسترول لا يذوب في الماء، لكنه يذوب في الكحول، ولكي يؤدي وظيفته في الجسد يلزم أن يتحد مع البروتينات ليصبح ما يعلم باسم الدهنيات البروتينية (ليبو بروتين Lipoprotein) وذلك التحالف بين الكولسترول والبروتين ينتج ذلك في الأمعاء والكبد، والبروتين يمكن أن يتحد مع مادة دسمة أخرى تشبه الكولسترول هي الجليسريدات الثلاثية، ونتيجة لاتحاد الكولسترول والجليسريدات الثلاثية من ناحية والبروتين من ناحية أخرى تنتج أربعة أشكال مغايرة من الدهنيات البروتينية منها اثنان لاغير يمكن أن يسببا الإصابة بتصلب الشرايين.

إذاً فالكلوسترول مادة طبيعية ومهمة للجسم؛ لأنها تدخل في تركيب الأحماض الصفراوية اللازمة لهضم الدهنيات، وأيضاً هي ضروروية لصنع بعض الهرمونات، مثل هرمونات الجنس، والمعدل الطبيعي لنسبة الكولسترول في الدم يلزم ألا يزيد عن 240 أو 260 ملليغراما٪، وما يمكن قوله في تلك الوضعية أن صعود نسبة الكولسترول إلى تلك الدرجة يضاعف من خطر الإصابة بالأزمات القلبية أربعمائة مرة عن النسبة الطبيعية والتي لا تمر فيها النسبة 240 ملليغراما٪، أما إذا زاد ذلك المنسوب إلى 300 ملليغرام٪ فإن الفرد يُعد هنا مريضاً، وهو يتطلب بالفعل إلى دواء غذائي ودوائي سوياً.

أما الجليسريدات الثلاثية فلها ضرورة الكولسترول ذاته؛ لأنها قادرة على إصابة الفرد بالأزمات القلبية والجلطة وخصوصا في شرايين الساق، ورغم أن الجليسريدات الثلاثية لم تأخذ حظها من الشهرة مثل الكولسترول، سوى أنها تصل نفس ضرورة الكولسترول، وصعود منسوبها في الدم يقود إلى الإصابة بالأمراض ذاتها التي يسببها الكولسترول إذا ازداد منسوبه في الدم.

والجليسريدات الثلاثية تزيد في الدم بعد تناول طعام دهني أو تناول سكريات طفيفة؛ لهذا كان من اللازم الصوم لفترة «41» ساعة قبل أن تقاس نسبتها في الدم، ومتوسط نسبتها في الدم «100 - 150 ملليغراماً٪».

وربما توصل الدارسون إلى أنه  متى ما زادت نسبة الكولسترول في الدم زادت خطورته وتأثيراته السلبية على الحالة الصحية للإنسان، وأن خطورته تكمن في تراكمه على الجوانب الداخلية للأوعية الدموية التي تغذي الفؤاد، الأمر الذي يؤدي بعد هذا إلي تصلب الشرايين التاجية، الأمر الذي يقود إلى تخفيض جريان الدم إلى عضلة الفؤاد، وهكذا انقطاع الأوكسجين وتلك الوضعية هي «الجلطة القلبية».

أشكال الكولسترول

هناك نوعان أساسيان من الكولسترول هما: النوع الحميد HDL، والنوع الخبيث LDL، ويتضمن الكولسترول الخبيث على نسبة «45٪» من المركب الذهني البروتيني، ونسبة ضئيلة من البروتين.

أما النوع الحميد فإنه يتضمن على نسبة ضئيلة من الكولسترول ونسبة عظيمة من البروتين، وتتلخص جدوى الكولسترول الحميد في أنه ينقل الكولسترول الخبيث من جميع مناطق الجسد إلى الكبد لتتم عملية القضاء عليه، وأيضا تخليص الشرايين التاجية منه؛ لهذا فإن مبالغة النوع الحميد في جسد الإنسان تعين في المناعة من أمراض الشرايين التاجية.

الأسباب التي تعين على قلص الكولسترول في الدم

- ترتفع نسبة الكولسترول في الدم، إما حصيلة لعيوب خلقية وراثية تسبب إنتاجه بكثرة داخل الجسد أو حصيلة للإفراط في تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة والكولسترول.

- ولتجنب ازدياد نسبة الكولسترول في الدم يلزم الإقلال من تناول المأكولات الحيوانية ذات الدهون المشبعة: «السمن الحيواني، الزبدة، القشدة، سلع الألبان عالية الدم، صفار البيض، زيت جوز الهند، شحوم الطيور المنزلية، زيت النخيل، والأطعمة الدهنية بوجه عام».

- وعلى الضد تعين الزيوت والدهون غير المشبعة على قلص معدل الكولسترول في الدم (مبالغة نسبة HDL) وتوجد الزيوت غير المشبعة الكثيرة في الزيوت النباتية مثل: «زيت الذرة، زيت دوار الشمس، زيت الصويا، زيت السمسم، وزيوت الأغذية البحرية».

- وتعتبر الرياضة الحافز الأكثر تأثيراً في قلص معدلات الكولسترول المؤذية والخطيرة وترفع من معدل الليبوبروتين العالي الغزارة (HDL أو الكولسترول الحميد)، وفي ذلك الحين وجد أن نسبة الليبوبروتين العالي الغزارة (HDL) مرتفعة لدى الأفراد النشيطين الذين يمارسون الرياضة على نحو نمطي مثل: الركض، الجري، السباحة، لعب الكرة، السَّير... وغيرها.

- وهناك بعض العقاقير التي تعين على قلص معدلات الكولسترول في الدم، ولكنها تستخدم تحت مراقبة الطبيب في الحالات التي تكون فيها معدلات الكولسترول في الدم عالية للغايةً وتتطلب تدخلاً طبي

تعليقات